بلاغةُ النُّصْحِ بِمكارمِ الأخلاقِ في لاميَّة ابنِ الورديِّ (ت 749هـ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم البلاغة والنقد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة- جامعة الأزهر- جمهورية مصر العربية.

المستخلص

 بلاغةُ النُّصْحِ بِمكارمِ الأخلاقِ في لاميَّة ابنِ الورديِّ (ت 749هـ)
وديدة عبد الظاهر السيد الشناوي.
قسم البلاغة والنقد  كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة- جامعة الأزهر- جمهورية مصر العربية.
الإيميل الجامعي: wadedaelshenawy1671.el@azhar.edu.eg
 
الملخص:
يُعدُّ ابنُ الورديّ من كبارِ الأدباءِ والعُلماءِ الَّذين يشهدُ لهم التاريخُ، فهو أبو حفص عُمرُ بنُ الورديّ، القاضي الفقيهُ اللغويُّ الأديبُ، من شعراءِ العصرِ المملوكيّ، تولَّى القضاءَ، وعاصرَ المشاكلَ الَّتي يواجِهُها المجتمعُ؛ نتيجةً لنقصِ الأخلاقِ، أو لعدمِ وضوحِ القِيَمِ الخُلُقِيَّةِ، فحمَلَ علَى عاتِقِهِ مواجهةَ ذلكَ وإصلاحَهُ، فقدَّم لامِيَّتَهُ المشهورةَ الَّتي حمَّلها كثيرًا من التوجيهاتِ الخُلُقيَّةِ في صياغةٍ أدبيَّةٍ رفيعةٍ، جيِّدةِ السَّبْك، فقصيدتُهُ هذه تُعدُّ من أروعِ قصائدِهِ، وقد ذاعَ صيتُها، وطارتْ شُهرَتُها؛ لما اشتملتْ عليْهِ من أبياتٍ تُخاطِبُ العقلَ والوجدانَ، وتُقيمُ الحُجَّةَ والبُرهانَ، وتُعزِّزُ الرغبةَ في مكارمِ الأخلاقِ، وتحذِّرُ من الدُّنْيا ومُغْرَياتِهَا، وذلك بأسلوبٍ بليغٍ يمتازُ بسهولةِ الألفاظِ، ووُضوحِ المعاني، وتشويقِ المتلقِّي، وإثارةِ ذهنِهِ، ممَّا يؤثِّرُ فِي النُّفوسِ، ويَحْملُهَا على التَّفاعُلِ مع هذه الوَصايا الغاليةِ والحِكمِ الخالدةِ الَّتي تكثُرُ في أبياتِ القصيدةِ. 
ويهدُفُ هذا البحثُ إلى بيانِ أثرِ بلاغةِ الأساليبِ في لاميَّةِ ابنِ الورديِّ على تشكيلِ البناءِ القِيَمِيّ والتَّوجيهِ الخُلُقِيّ لدى المُتلقِّينَ، لِمَا قدَّمهُ فيها من النُّصْحِ بمكارمِ الأخلاقِ؛ وذلك لاسْتبانةِ الوسائلِ البلاغيَّةِ المُؤثِّرةِ في هذا المجالِ، ودمْجِها معَ مُسْتجدَّاتِ العصرِ، والاستفادةِ منها وَفْقًا لما جدَّ من أحوالٍ ومُقتضياتٍ.
وهذه الدراسةُ استعنتُ فيها بالمنهجِ الوصفيِّ بأدواتِهِ من الاستقراءِ والتحليلِ والتذوقِ للعناصرِ الَّتِي تضمَّنتْها لاميةُ ابنِ الورديّ.
وَمِنْ نتائجِ هذا البحثِ أنَّ ابنَ الورديِّ كان يُتْبِعُ توجيهَاتِهِ الأخلاقيَّةَ بالشَّرْحِ والتعليلِ، وإبداءِ الحُجَّةِ والدَّليلِ، فيأتِي بالفاءِ إذا انصرفَ ذِهنُهُ إلَى العلَّةِ أو السَّببِ، يُوَضِّحُها ويُلقيها للمخاطَبِ دونَ أنْ ينتظرَ منه السؤالَ مبادرًا إيَّاهُ، وكثيرًا ما يأتِي بالسَّبَبِ والعِلَّةِ في جُملةٍ فصِلتْ عمَّا قبلَها علَى سبيلِ الاستئنافِ البيانِيّ، إذا لحظَ أنَّ في كلامِهِ ما يُثيرُ المُخاطَبَ ويحرِّكُ في ذهنِهِ التساؤلاتِ.
 

الكلمات الرئيسية


المجلد 34، العدد 2
المؤتمر العلمي الدولي الخامس " الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد" (مجلة الزهراء عدد خاص مجلد 34 أكتوبر 2024 ج2)
أكتوبر 2024
الصفحة 5999-6082
  • تاريخ الاستلام: 22 يناير 2024
  • تاريخ المراجعة: 22 فبراير 2024
  • تاريخ القبول: 22 فبراير 2024