الضمير الأخلاقي في الفكر الإلحادي وموقف الإسلام منه: دراسة تحليلية نقدية مقارنة  

الضمير الأخلاقي في الفكر الإلحادي وموقف الإسلام منه:
دراسة تحليلية نقدية مقارنة
فاطمة نبيل شعبان مراد حسين
قسم العقيدة والفلسفة - كلية الدراسات الإسلامية والعربية - جامعة الأزهر – القاهرة – مصر
الايميل: fatmamourad.el20@azhar.edu.eg
 ملخص البحث:
إن الأخلاق روح الحضارات والعماد الذي يصون المجتمعات، ويحفظ لها توازنها وبقائها، وقد اهتم الإسلام بالأخلاق اهتماما بالغًا لا يوجد له مثيل؛ فالأخلاق في الإسلام بمنزلة الروح من الجسد، واهتم كذلك بكل العوامل والأسباب التي تساعد علي قيامها وتهذيبها. ومن أبرز تلك العوامل ما يسمي حديثًا "بالضمير الأخلاقي" .
ولقد جاء هذا البحث لبيان مكانة الضمير الأخلاقي في الفكرين الإسلامي والإلحادي، وبالتالي مكانة الأخلاق في كلا الفكرين والمقارنة بينهما؛ لذا كان المنهج التكاملي هو المُتبع في هذا البحث.
لقد ذكر القرآن الكريم وكذلك أشارت السنة النبوية المطهرة إلي ذاك الحس الأخلاقي، وأيضًا علماء الإسلام ومفكروه قد اهتموا بتلك الهبة الربانية، وذاك الاستعداد الذي وهبه الله – تعالي-  لعباده يلتمسون به البِر والخير، ويستنيرون بحكمه فيما يعرض لهم من مواقف. فأطلق عليه البعض "العقل العملي" لصلته بالعمل، وأطلق بعضهم عليه "الحكمة الخلقية" مجازًا لدورها في إرشاد وتوجيه الإنسان للحق والصواب. 
وفى الفكر الإلحادي جاء منحصرًا تحت مسميات لا ترقى للدور المنوط به الضمير في مجال الأخلاق؛ فهو إما خاصية نفسية موروثة عن طريق الجينات أو القائمين علي التربية ولا سبيل إلي تغييرها أو تهذيبها، أو استعداد مكتسب من المجتمع  يفرضه العقل الجمعي علي الإنسان ولا يملك حياله إلا الطاعة العمياء؛ لذا فالضمير الأخلاقي في ضوء الفكر الإلحادي المادي يؤدي إلي ذاتية الأخلاق ونسبيتها؛ وبالتالي انهيار الأمم والمجتمعات؛ لغياب القيم والمبادئ الأخلاقية المطلقة، أما المنهج الإسلامي فقد اهتم برعاية تلك الهبة الربانية؛ والمنحة الإلهية التي يولد بها الإنسان فأوصي برعايتها وتزكيتها؛ حتي تكون عاملًا بنّاء وفعّال في قيام أخلاق موضوعية مطلقة؛ لذا فالضمير الأخلاقي في ضوء المنهج  والفكر الإسلامي يُعد عاملًا بنّاء وفعّال في قيام أخلاق موضوعية مطلقة؛ وآلية مهمة وفعالة في بناء الوعي الإنساني الرشيد.