المواقف الشخصيّة الأخلاقيّة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأثرُها في بناء المنهج الأخلاقيّ الرشيد 

 
المواقف الشخصيّة الأخلاقيّة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأثرُها في بناء المنهج الأخلاقيّ الرشيد 
صبحيّة حامد خضري
قسم الفقه، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الجامعة العالمية، بيروت، لبنان.
عنوان البريد الالكتروني: soubhiyakhoudari@gmail.com
 
ملخص البحث:
تعدّ السيرةُ النبويةُ المباركةُ -بمختلِفِ جوانبها وتشعّباتها- مرجعًا أساسًا للنهوض الإنسانيّ والحضاري، كيف لا وصاحبُها هو مَنْ قال فيه ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿ لقد كانَ لكم في رسولِ الله أسوةٌ حسنة ﴾ [الأحزاب: 21]، فما نحتاجه في مختلف ميادينِ الحياةِ يمكنُنا الرجوعُ فيه إلى ما سُطّر من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحداث ومواقف، وأقوال وأفعال وإرشادات، فنجدُ فيها دائمًا ما نسترشدُ به ونهتدي من خلاله إلى السبيل القويم والمنهاج السليم. ومن أبرز ما دلّت عليه السيرةُ العطرةُ الأخلاقُ الحسنة وكيفيةُ بناءِ الشخصية الواعية الرشيدة التي تحسنُ التفاعلَ مع مجتمعها، والتعاطيَ مع الناسِ على اختلاف مستوياتهم العمرية والفكرية والاجتماعية. وهذا كما نستفيدُه من الأحاديث النبويّة القوليّة، التي حَوت التوجيهَ الأخلاقيَّ المباشرَ والتوعيةَ السديدة، نتلمّسُه في المواقفِ الشخصيةِ لرسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد كان المعلّمَ للناس، والحاكمَ في قضاياهم وخصوماتهم، والقائدَ في المعارك، والزوجَ والأبَ والصديقَ والجار، وفي كلٍّ من هذه المواقفِ كانت له -عليه الصلاة والسلام- أخبارٌ ومآثرُ نستفيدُ منها أيَّما استفادة. فحيث أردْنا الكلامَ على الأخلاقِ وآليّات التوعية، فمن المهمّ أنْ نُعرّجَ على مواقفِ رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأنّه القدوةُ الأخلاقيّةُ الأولى. فمن هنا تبرزُ أهميّة هذا البحث ضمنَ هذا الإطار، والذي أُجيب من خلاله -استنادًا إلى منهج استرداديّ وصفيّ تحليليّ- على الإشكاليّة الآتية: كيف نستفيدُ من المواقف الشخصيّة الأخلاقيّة للنبيّ عليه الصلاة والسلام في بناء المنهج الأخلاقيّ الرشيد؟ ليقودَنا الجوابُ عن ذلك إلى استخلاصِ أهميّةِ التعمّقِ في الاطّلاعِ على المواقف الأخلاقيّة النبويّة، وفهمِها وأخذِ الدروس والعِبَر منها، وتطبيقِها للوصول إلى مجتمع راقٍ في الوعي والأخلاق.