أخلاق المصريين القدماء... والإسلام شفيقة الشهاوي رضوان. قسم الفقه المقارن، كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، جامعة الأزهر، القاهرة، مصر. البريد الإلكتروني: shafikaradwan@gmail.com ملخص البحث: إنَّ مصر اسمٌ قدَّسته الأديان، وكرمته الكتب السماوية، وإن أخلاق المصريين القدماء قاربت الإسلام، وهذه الأخلاق هي الأساس القوي الذي قامت عليه الحضارة المصرية التي أبهرت العالم، وقد سبق المصريون كلَّ الشعوب في وضع التشريعات التي حافظت على نسيج المجتمع، والشخصية المصرية وسطية من قبل الإسلام.وقد عرفت مصر التوحيد منذ فجر التاريخ، فالمصريون هم أول الموحدين، وهناك أدلةٌ كثيرةٌ على ذلك، منها أن لقمان الحكيم أحد حكماء مصر القديمة كما ذكره القرآن الكريم قال لابنه وهو يعظه: ]يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيم[ [سورة لقمان: 13]. والمصريون القدماء أول من عرف الصوم والصلاة والزكاة والحج، والأدلة على ذلك كثيرةٌ، ذُكِرَ منها الكثيرُ في صلب البحث. وقد كان هناك قانون أخلاقي يحكم عقيدة المصري القديم التي يغلب عليها التدين، وهذا القانون يترجم معنى الحق والصدق والنظام والعدالة، وهو نظام كوني تنبع منه جميع الفضائل، وهو أول دستور إنساني في العالم يتكون من اثنين وأربعين مبدأً هي الوثيقة التي تعبر عن النظام والمساواة في الدولة المصرية القديمة، ومنها : (لم أسرق – لم أتسبب في بكاء الآخرين – لم أعتد على أحد – لم أغتصب أرض أحد – لم أغو زوجة أحد)، وغير ذلك ذُكِرَتْ كلُّها في البحث مقارنةً بالشريعة الإسلاميَّة، وكان هناك عقوباتٌ صارمةٌ على مخالفة تلك القوانين تقترب من العقوبات في الشريعة الإسلامية.