حسن إبراهيم يحيى محمد قسم اللغويَّات، كلية اللغة العربيَّة، جامعة الأزهر مدير عام بهيئة كبار العلماء سوهاج، جمهوريَّة مصر العربيَّة البريد الإلكتروني: drhassan871@gmail.com ملخص البحث:
تهدف الدراسة إلى صياغة نسق معرفي أخلاقي إسلامي يحافظ على المكتسبات الماديَّة، ويضمن استقرار الأُمَّة، ويحقق أمنها ورقيها ونهضتها، وانبنت هذه الدراسة على عدة محاور أساسيَّة تمثلت في تحديد مفهوم الأخلاق كما صوره القرآن الكريم، والأخلاق بين النسبية والثبات، باعتباره نقطة مفصلية لبناء منظومة الأخلاق التي تحقق الوعي الرشيد، وأسس بناء الوعي الأخلاقي، وكان من أهم هذه الأسس تربية النشء، وتربية الضمير، والإلزام الخلقي، والرقابة الاجتماعيَّة، والقدوة، والتعافي من الهزيمة النفسيَّة، أثر الوعي الأخلاقي في المجتمع، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي، وبُنيت الدراسة على مميزات الأخلاق في الإسلام، ومنها أنها غير قابلة للنسبيَّة، بينما تجدها في كثير من النظم الاجتماعيَّة والنظريَّات الفلسفيَّة خاضعة للنسبيَّة، ومرد ذلك إلى أنَّ الأخلاق في الإسلام ارتبطت بالعقيدة، وانبنت على الشريعة، وهذه الخاصيَّة التي انفرد بها الإسلام صبغت الأخلاق فيه بصبغة الثبات، وكان من أهم نتائج هذه الدراسة أنَّ الأخلاق في الإسلام وثيقة الصلة بالعقيدة والشريعة، ولا تنفك عن واحدة منهما بحال من الأحوال، وأنَّها تمتاز بالشموليَّة، وتنطلق من الفرد لتنفع الجماعة، وترتد من الجماعة لصالح الفرد، وتغطي الحوائج النفسيَّة والاجتماعيَّة، وتلبي النزعات الجسدية، والميول الروحيَّة، والأخلاق في الإسلام لا تعرف النسبيَّة، وإنما هي منظومة ثابتة يلتزم بها المسلم سواء بدا له منها تحقيق المصلحة أم لا، بخلاف النظريَّات الفلسفية التي تكون الأخلاق فيها نسبيَّة، مما يهدد استقرار المجتمع، وتصيبه بالقلق والحيرة والاضطراب، والأخلاق في الإسلام تنمو مع الأطفال منذ نعومة أظفارهم، وتصبح بعد ذلك منهج حياة؛ لذلك ركزت مصادر الإسلام على غرسها في الأطفال، وملاحظة تطبيقاتها في تصرفاتهم اليوميَّة، وأنَّ مسألة الضمير أو الوازع الديني من أهم مقوِّمات الأخلاق؛ إذ إنها تمثل المحرك الوجداني للالتزام بالأخلاق.