تهدف الدراسة إلى بيان معنى الرتق العذري، ومعرفة الأسباب التي قد تؤدي إليه، ثم بيان الأحكام الشرعية المتعلقة به بناءًا على تلك الأسباب، إذ في معرفة تلك الأحكام منع لبعض النساء من التساهل في الإقدام عليه دون فهم ودراية لما قد يترتب عليه من مصالح أو مفاسد، ولقد اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي ثم الاستنباطي، وذلك بذكر كل رأي من أراء الفقهاء في المسألة، واستقراء الأدلة لكل رأي من الكتاب والسنة، وبيان أوجه الدلالة منها، ثم استنباط الحكم الشرعي بناءً عليها، ثم قمت بمناقشة الأدلة والرد عليها إن وجد، ثم ذكر الرأي الراجح بناءً على قوة الأدلة، أو تحقيق المصلحة العامة أو دفع المفسدة، والوصول الى أهم النتائج التي تترتب عليه وأبرزها أن الشريعة الإسلامية شاملة وصالحة لكل زمان ومكان، محاولة نشر الوعي الديني والثقافي بين أفراد المجتمع المسلم فيما يستجد من قضايا معاصرة، فالرتق العذري من المسائل المستجدة التي لم يتعرض لها الفقهاء الأوائل لعدم وجود نص فيها من كتاب أوسنه، ولم يكن بمقدور الأطباء في الأزمنة المارقة القيام بعملية الرتق العذري، إلا أنه مع الوسائل الطبية الحديثة تمكن الأطباء المعاصرون من إجراء تلك العملية، والتي يجوز إجرائها لزوال البكارة بسبب حادث طارئ خارج عن رغبة الفتاة وإرادتها، ولا يجوز إذا كان بسبب وطء في نكاح، أو بسبب معصية وخطيئة ارتكبتها المرأة واشتهرت بين الناس، والرتق العذري عملية تستلزم كشف العورة ولمسها والنظر إليها، ولا يجوز ذلك لغيرة ضرورة مُلجأة إليه، والموازنة بين المصالح والمفاسد المترتبة عليها وتقديم درء المفسدة دائمًا على جلب المصلحة، ومحاولة إعمال مبدأ الستر الذي دعت إليه الشريعة الإسلامية متى اُستعمل في محله الذي روعي فيه صدق المصلحة المترتبة عليه.